في يوليو 2025، أجرت Meta تعديلات ملحوظة على خوارزميات إنستجرام وسياستها، بعدما وُجّهت إليها اتهامات خطيرة بأنها تساهم في توجيه المستخدمين المشتبه بكونهم مفترسين للأطفال نحو الحسابات التي تعرض صور قُصّر، وذلك استجابة لتحقيقات صحفية ودعاوى قضائية وانتقادات من الباحثين وصناع السياسات.
ملخص ما حدث
تقارير عام 2023 و2024 كشفت أن خوارزميات توصية إنستجرام كانت تروّج شبكات من الحسابات البيدوفيليّة وتساهم في ظهور محتوى أو حسابات خاصة بالأطفال مباشرة أمام بالغين مشبوهين، أحيانًا عبر توصيات مخصصة أو هاشتاقات مشبوهة، حتى لو لم يكن السلوك الجنائي ظاهرًا للجميع.
تعرضت Meta لدعاوى جماعية تصف المنصة بأنها أصبحت “سوقًا مفتوحًا للمفترسين الباحثين عن الأطفال”، كما ثبت أن أنظمتها كانت تتيح للبالغين التعرف على الأطفال بطريقة لم تكن ممكنة من قبل في الشبكات الاجتماعية.
أبرز التغييرات في الخوارزميات وسياسات الأمان
الإجراء الجديد | الهدف الرئيسي |
---|---|
كبح التوصية بحسابات الأطفال | تقليل وصول المشبوهين إلى الحسابات التي تعرض أطفالاً |
فرض ضبط رسائل خاص صارم لهذه الحسابات | تقليل إمكانية وصول الرسائل الخاصة للأشخاص الغرباء |
تفعيل تصفية تلقائية للتعليقات | إخفاء التعليقات الهجومية أو الجنسية تلقائياً |
تخصيص إشعارات أمان للمستخدمين | رفع وعي المشغلين لأهمية مراجعة إعدادات الخصوصية |
استبعاد البالغين المحظورين من قبل مراهقين | عدم توصية حسابات الأطفال لهم في أي مكان |
ربط وإيقاف شبكات الحسابات المتورطة | حذف آلاف الحسابات مع ربط الشبكات المرتبطة |
تفاصيل تقنية حول السياسات
سيتم تلقائياً وضع الحسابات التي تُدار من قبل بالغين وتعرض صور أطفال تحت “نظام الرسائل الأكثر تشدداً”، حيث تُفعل إعدادات متقدمة تمنع وصول الرسائل من الغرباء تماماً، وتعمل خاصية “الكلمات المخبأة” لإخفاء التعليقات المسيئة.
سيعرض التطبيق إشعارات في الأعلى حين يتم تطبيق الحماية الجديدة، ويحث أصحاب الحسابات على مراجعة إعداداتهم.
المستخدمون البالغون الذين تم حظرهم من قبل عدة حسابات أطفال/مراهقين سيتم تصنيفهم ضمن “الحسابات المشبوهة”، ولن تصل إليهم أي توصيات أو نتائج للبحث تتضمن حسابات أطفال أو قُصّر.
تم إضافة أدوات أمان متقدمة في الرسائل، مع إمكانية حظر وإبلاغ مزدوج بضغطة واحدة، ومعلومات إضافية عن الحسابات في محادثات المراهقين.
إحصائيات وأرقام
في 2025 فقط، أزالت Meta نحو 135,000 حساب إنستجرام ثبت تورطها في سلوكيات مسيئة تجاه الأطفال، مع حذف ما يقارب 500,000 حساب إضافي مرتبطة بتضخيم المحتوى أو التفاعل مع هذه الحسابات الأساسية.
أُضيفت آليات فلترة آلية للتعليقات والرسائل المسيئة، وفعّلت أنظمة تكتشف البالغين المشبوهين بآلية تعتمد على بيانات الحظر والتبليغ من المراهقين.
أسباب التغيير وتداعياته
جاءت هذه التحركات بعد تحقيقات أكاديمية وصحفية واسعة، منها تقرير ستانفورد وجامعة ماساتشوستس ووول ستريت جورنال والذي أظهر أن خوارزمية توصية إنستجرام ساهمت فعليًا في بناء شبكات لنشر واستغلال محتوى الأطفال مجرمًا، مع توصيات مستمرة لشخصيات مشبوهة بمتابعة حسابات تعرض قُصّراً أو محتوى جنسيًا للأطفال.
ضغط الهيئات التشريعية والمؤسسات الحقوقية أجبر Meta على إعلان خطة عمل عاجلة وتحسينات تقنية عميقة، في ظل مخاوف جدية حول استمرار المنصة كسوق مفتوح للمحتوى غير القانوني.
الخلاصة لمحبي التقنية والألعاب
بعد جدل واسع وضغط تشريعي، غيّرت إنستجرام خوارزمياتها وسياساتها بشكل يلغي توصية الحسابات التي تعرض أطفالًا للبالغين المشبوهين، واعتمدت أنظمة حظر وحجب وتعليقات مشددة، مع حملة حذف جماعية للحسابات المسيئة. هذا التحول يجعل المنصة أكثر أمانًا نظريًا للمراهقين والأطفال، إلا أن فعاليته تعتمد على استمرار المراجعة البشرية وتحديث أنظمة الذكاء الاصطناعي لملاحقة التحايلات المستقبلية، وسط تحديات تقنية وأخلاقية ضخمة أمام مجال حماية القُصّر في الشبكات الاجتماعية الرقمية.