YouTube أطلق مؤخرًا أداة جديدة لمكافحة مقاطع الفيديو المزيفة (deepfakes) التي تعتمد على تقمص الوجه أو الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر ميزة “Likeness Detection“، والتي تتيح لصنّاع المحتوى البحث تلقائيًا عن مقاطع تظهر وجوههم أو أصواتهم (سواء كانت حقيقية أو معدلة آليًا) دون إذنهم، ومن ثم تقديم طلب رسمي لإزالة أو أرشفة هذه المقاطع حسب سياسات المنصة.
كيف تعمل الأداة؟
الأداة متاحة حاليًا لصنّاع المحتوى ضمن برنامج شركاء YouTube فقط، ويمكن الوصول إليها من تبويب جديد في YouTube Studio اسمه “Likeness“.
يحتاج المستخدم إلى التسجيل وإجراء تحقق هوية يشمل رفع صورة وثيقة رسمية وفيديو سيلفي قصير، مع الموافقة على فحص بيانات الوجه والصوت وربطها بخوارزمية الكشف الجديدة التي تعمل كـ”Content ID” لكن للهوية الشخصية وليس مجرد الحقوق الفكرية.
بعد التحقق، تظهر لوحة تحكم بها كل المقاطع التي التقطت الأداة أنها تحتوي على ملامح وجه (أو صوت) المستخدم — سواء كانت من إنتاجه الخاص أو استخدمها آخرون دون إذن.
المستخدم يمكنه طلب الحذف الفوري لأي فيديو منسوخ أو مزيف (deepfake)، أو تقديم بلاغ بالانتهاك أو أرشفة المحتوى للمراجعة لاحقًا.
الجوانب التقنية والسياسية
تعتمد المنصة على الذكاء الاصطناعي بمستوى شبيه بأدوات فحص حقوق الملكية الفكرية، لكنها تركز على ملامح الوجه والصوت سواء كانا نسخة أصلية أم معدلين بواسطة الذكاء الاصطناعي أو التطبيقات المنتشرة مؤخرًا.
الأداة لا تزيل المحتوى مباشرة: يجب على صاحب القناة أو الوجه إرسال طلب، بعد أن يراجع كل مقطع ويحدد هل هو فعليًا انتهاك أو مجرد استخدام مشروع لمحتوى سابق.
حسب سياسات المنصة، سيتم قصر تخزين بيانات الوجه على ثلاث سنوات، ويمكن للمستخدم إلغاء الاشتراك بأي وقت.
الاعتبارات والمخاوف
آلية الاكتشاف قد تنتج “إنذارات إيجابية خاطئة” بما أن بعض المقاطع الأصلية للمستخدم قد تظهر أيضاً في نتائج البحث.
موضوع الخصوصية محل جدل؛ إذ يتعين على المستخدم تسليم بيانات حساسة (صورة/فيديو/وثائق هوية) لفريق الذكاء الاصطناعي لدى YouTube لربطها بالخوارزمية.
هذه الخطوة تواكب جهود تشريعية أمريكية مثل “NO FAKES Act” التي تهدف لإنهاء استغلال الذكاء الاصطناعي للهوية الإعلامية والفنية دون إذن.
ماذا تعني لك إذا كنت صانع محتوى؟
يمكنك الآن المطالبة بحقك في ما يظهر عليه وجهك أو صوتك على YouTube، ومكافحة المقاطع الزائفة قبل أن تنتشر أو تسيء لسمعتك.
تظل المراجعة اليدوية والطلب مهمين؛ الأداة لا تعمل تلقائيًا دون موافقة أو مراقبة منك.
يفضل الانتباه لسياسات الخصوصية وسهولة الإلغاء قبل الاشتراك.
الخلاصة:
أداة Likeness Detection على YouTube تقدم نقلة نوعية في حماية هوية صنّاع المحتوى من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، وتعزز خطوات المنصات الكبرى لمنع انتشار وتضليل المحتوى الزائف عبر الإنترنت.