إنفيديا استثمرت 2 مليار دولار في شركة Synopsys عبر شراء أسهم بسعر 414.79 دولار للسهم، في إطار شراكة ممتدة لسنوات تهدف إلى دمج قدرات إنفيديا في الحوسبة بالذكاء الاصطناعي مع منصة Synopsys لأتمتة تصميم الشرائح (EDA) والمحاكاة. الصفقة تعمّق نفوذ إنفيديا داخل “سلسلة أدوات” تصميم الرقائق في لحظة يحتدم فيها التنافس على ابتكار معالجات وشرائح ذكاء اصطناعي جديدة، وسط تحذيرات متزايدة من محللين بشأن تضخم الصفقات المتبادلة داخل قطاع الذكاء الاصطناعي واحتمال تشكّل فقاعة.
ماذا تريد Synopsys من الصفقة؟
الهدف المباشر لـ Synopsys هو تسريع الانتقال من الاعتماد على المعالجات المركزية (CPU) إلى وحدات إنفيديا الرسومية (GPU) داخل منصات التصميم والمحاكاة الخاصة بها، على أمل تقليص زمن تطوير الشرائح وتحسين كفاءة سير العمل لمهندسي الإلكترونيات. الشركة تعرض هذه الخطوة كقفزة بنيوية في بنيتها التحتية البرمجية، تأتي في وقت عانت فيه من ضعف في قطاع الملكية الفكرية (IP) بسبب قيود التصدير الأميركية ومشكلات لدى أحد كبار عملائها، ما يجعل إشارة الثقة من إنفيديا بمثابة دفعة معنوية ومالية للسهم.
المكاسب الاستراتيجية لإنفيديا
بالنسبة لـ إنفيديا، الاستثمار لا يقتصر على عائد مالي محتمل من ارتفاع سهم Synopsys، بل يمنحها ثقلاً إضافياً في واحدة من أهم حلقات سلسلة القيمة لصناعة الشرائح: أدوات تصميم الرقائق التي تعتمد عليها معظم الشركات العالمية. كلما أصبحت منصات Synopsys أكثر اعتماداً على معالجات إنفيديا وقدراتها في الذكاء الاصطناعي، تعمّق نوع من “الارتباط البنيوي” بين الشركتين، ما قد يصعّب على منافسين في مجال العتاد أو البرمجيات كسر هذه الهيمنة في المستقبل القريب.
سياق سوقي مقلق بعض الشيء
الصفقة تأتي فيما بدأ بعض كبار المستثمرين، مثل سوفت بنك وبيتر ثيل، في تقليص حيازاتهم من أسهم إنفيديا، وهو ما يضيف بعداً آخر للنقاش حول تقييم الشركة المرتفع أصلاً وتوسعها العدواني في شتى مفاصل منظومة الذكاء الاصطناعي. محللون يرون أن هذا النمط من الاستثمارات المتبادلة بين عمالقة القطاع – شركات عتاد، برمجيات، سحابة، وتصميم رقائق – يمكن أن يعزز كفاءة التطوير فعلاً، لكنه في الوقت نفسه يغذي مخاوف من فقاعة قائمة على “دعم ذاتي دائري” حيث تستثمر الشركات الكبرى في بعضها بعضاً لتغذية قصص النمو أكثر من تغذية الطلب الفعلي.

