أعلنت OpenAI اليوم عن إطلاق أول نموذج مجاني بوزن مفتوح منذ ست سنوات، تحت اسم GPT-OSS، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتوسيع نطاق مشاركة المطورين والشركات الصغيرة في عالم الذكاء الاصطناعي. النموذج متاح للتنزيل المجاني والتخصيص الكامل، ويمكن تشغيله حتى على أجهزة اللابتوب والمستهلك، ما يسمح بتوفير حلول ذكاء اصطناعي متقدمة بعيداً عن الاعتماد على السحابة.
يتوفر GPT-OSS بنسختين رئيسيتين: الأولى ضخمة بحجم 120 مليار معلمة (gpt-oss-120b)، وهي قادرة على العمل على وحدة معالجة رسوميّات واحدة من فئة Nvidia H100 أو ما شابه، وتقترب في أدائها من نماذج OpenAI التجارية mini-o؛ أما النسخة الأصغر (gpt-oss-20b) فتعمل ضمن ذاكرة 16 جيجابايت فقط، أي أنه يمكن تشغيلها فعليًا على معظم أجهزة الحاسب المحمولة الحديثة، وهي تقارب في قدراتها نموذج o3-mini.
فيما يخص التراخيص، النماذج تصدر برخصة Apache 2.0، ما يمنح مطلق الحرية في الاستخدام التجاري، التعديل وإعادة التوزيع، دون قيود تذكر. النماذج متاحة الآن عبر منصات مثل Hugging Face وMicrosoft Azure وAWS، ويمكن أيضاً تشغيلها محليًا عبر برمجيات مثل LM Studio وOllama. هذا التحول يمنح المستخدمين والشركات الصغيرة سيطرة أكبر على بياناتهم وتكاليف التشغيل، ويُمكّن من نشر حلول ذكاء اصطناعي داخلية وخاصة بدون متطلبات اتصال سحابي دائم.
من الناحية التقنية، النموذجان مبنيان على معمارية Mixture-of-Experts (MoE) ويدعمان استدلال معقد، إنتاج الشيفرات البرمجية، تنفيذ الأوامر التلقائية، والتفاعل مع التطبيقات والواجهات البرمجية، مع مستويات عالية من الشفافية في عمليات الاستدلال وضبط السلوك. تمت مراجعة النموذجين بدقة من قبل فرق خارجية مستقلة للسلامة، وخلصت التقارير إلى أنهما لا يشكلان خطرًا كبيرًا في مجالات مثل الأمن السيبراني أو البيولوجي، حتى عند محاولة تعديله بغرض الأذية.
من اللافت أن هذه الخطوة تأتي بعد انتقادات لموقف OpenAI السابق حول إبقاء النماذج مغلقة بداعي السلامة، وفي سياق تنافس متسارع مع شركات مثل Meta وMistral وDeepSeek التي أطلقت جميعها نماذج بوزن مفتوح خلال الأشهر الأخيرة. سام ألتمان، المدير التنفيذي للشركة، علق قائلاً: “نعتقد أن هذا هو أفضل نموذج مفتوح وقابل للاستخدام في العالم اليوم”.
باختصار، يمثل GPT-OSS نقطة تحول في سياسة OpenAI، ويفتح الباب أمام جيل جديد من الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، ويعد بانتشار أوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي القوية في التطبيقات اليومية والصناعية، مع رفع سقف التنافسية والشفافية في هذا القطاع المتسارع النمو.