الصين تستعد لإطلاق جيل جديد كليًا من أقراص التخزين المحمولة SSD، بحجم أشبه ببطاقة SIM التقليدية، في خطوة قد تغيّر طريقة تعاملنا مع السعات العالية والسرعات الفائقة في الأجهزة الصغيرة مثل أجهزة الألعاب المحمولة، التابلت، وحتى الهاتف والكاميرات.
أبرز اللاعبين في هذا المجال هي شركة Biwin الصينية، والتي تعرض ما تسميه “Mini SSD” أو ما يعرف اصطلاحًا أيضًا بصيغة “1517” – نسبةً لأبعاده: 15×17×1.4 ملم فقط. هذا الجهاز أصغر بقليل من بطاقة MicroSD النموذجية، لكنه يتفوق عليها بأشواط على صعيد الأداء؛ إذ أن سرعة القراءة المتسلسلة تبلغ 3,700 ميجابايت/ثانية (والكتابة حتى 3,400 ميجابايت/ثانية) مستفيدًا من واجهة PCIe 4.0 x2، فيما تصل السعة إلى 2TB.
اللافت أن تركيب هذا الـSSD الجديد يتم بنفس بساطة إدخال شريحة خط في الهاتف: درج صغير يُفتح بدبوس مخصص وتضع فيه بطاقة التخزين القوية. هذا النمط سيتيح توسيع ذاكرة الأجهزة بأقل جهد، مع دعم خاصية hot swap (أي الإزالة والإدخال أثناء تشغيل الجهاز)، وإمكانيات عالية لتحمل الماء والغبار (تصنيف IP68) والصدمات حتى سقوط 3 أمتار.
من بين أبرز الأجهزة المستفيدة في الطرح الأول: الحواسيب المحمولة لألعاب الفيديو المحمولة مثل GPD Win 5 وOneNetbook XPlayer X الهجينة. ومع أن التقنية ما تزال في بداياتها، إلا أن السرعات الأعلى من MicroSD Express (ثلاثة أضعاف تقريبًا) والمساحة الصغيرة يمنحانها أفضلية في الألعاب، المونتاج، أو الاستخدام المهني أثناء التنقل.
لكن هناك تحديات واردة أمام الانتشار العالمي: أولها أن هذه التقنية تعتمد حتى الآن على مقبس خاص لم تُعتمده الشركات العالمية بشكل واسع، وثانيها أن التسعير والتوافر التجاري لم تُكشف تفاصيله رسميًا بعد. أيضًا، لم يمنح اتحاد JEDEC التقنية بعد مواصفة قياسية رسمية، مما قد يحصرها مؤقتًا في السوق الصيني أو أجهزة محدودة.
باختصار: Mini SSD بحجم SIM هو ثورة حقيقية من حيث السرعة والحجم وسهولة التغيير الآمن في الأجهزة المحمولة، لكن نجاحه العالمي سيتوقف على مدى تبني الشركات لمقبسه معيارياً وانتشار الدعم خارج الصين خلال السنوات المقبلة.