مقالة موقع XDA الأخيرة بعنوان “You should reconsider using a VPN for all your browsing” تسلط الضوء على نقطة مهمة كثيراً ما تُغفل في النقاشات التقنية: أن الشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs) ليست عصاً سحرية للخصوصية أو الأمان، وأن استخدامها بشكل دائم قد يكون مضراً أو غير ضروري في بعض الحالات.
الفكرة الأساسية
أن الـVPN صُمم ليخدم أغراضاً محددة — مثل حماية اتصالك في شبكات واي فاي العامة، أو تجاوز الحجب الجغرافي، أو إخفاء عنوان IP مؤقتاً — لكنه لا يحميك من التتبع داخل التطبيقات أو من جمع بياناتك من قبل المواقع نفسها. ومع توسع التحليلات القائمة على الذكاء الاصطناعي، صار من السهل تمييز المستخدم الذي يعتمد على VPN حتى لو كان الاتصال مشفرًا بالكامل.
أبرز النقاط التي تناولها التقرير
- المبالغة في الوعود التسويقية:
العديد من شركات الـVPN تروّج لخدماتها باعتبارها “حلًا نهائيًا للخصوصية”، بينما الواقع أن المستخدم يستبدل موثوقية مزود الإنترنت بموثوقية الشركة التي تشغل الـVPN. وهذا، كما يؤكد المقال، لا يضمن بالضرورة إخفاء الهوية، خاصة إذا كان المزود يحتفظ بالسجلات أو يخضع لقوانين مراقبة في بلده الأم.
- المشاكل العملية المحتملة:
بعض المواقع والخدمات البنكية ترفض تسجيل الدخول من عناوين IP مرتبطة بشبكات VPN لأنها تُعتبر مؤشرًا للتحايل أو الاحتيال. كما أن أداء الاتصال — خصوصًا السرعة وزمن الاستجابة — يتدهور غالبًا بسبب المسافة إلى الخادم أو الضغط على الشبكة.
- البدائل السليمة:
XDA تنصح بعدم الاعتماد الكامل على VPN في كل تصفح، واقتراح ممارسات بديلة أكثر فعالية:- استخدام اتصال HTTPS دائمًا (الآن بات افتراضيًا في معظم المواقع).
- تفعيل التحقق الثنائي وتأمين كلمات المرور عبر مديري كلمات مرور موثوقين.
- الاعتماد على المتصفحات الخاصة مثل Firefox أو Brave مع إضافات الحظر الذكي.
- واستخدام VPN فقط أثناء التنقل أو على شبكات عامة أو لاختبار تطبيقات تتطلب تبديل المواقع الجغرافية.
متى تظل الـVPN ضرورية؟
عند السفر، أو العمل عن بُعد من مقاهٍ ومطارات، أو التعامل مع بيانات حساسة في بيئات غير مأمونة، يظل الـVPN أداة ممتازة. لكن استخدامه طوال الوقت من المنزل ليس ذا جدوى إضافية، لأن مزودي الإنترنت في أغلب الدول المتقدمة يخضعون أصلاً لقوانين خصوصية صارمة تحدّ من بيع بيانات المستخدمين مباشرة.
خلاصة XDA
الـVPN أداة، لا درعًا مطلقًا. استخدامه العشوائي يغريك بشعور زائف بالأمان، وقد يضر بتجربتك أو يفتح باباً جديدًا للمخاطر إذا اخترت مزودًا غير نزيه. لذلك، لا يجب أن تعتمد عليه في كل وقت، بل حين تقتضي الحاجة، ومع فهم واضح لما يحميك منه — وما لا يحميك منه.

